Wednesday 11 February 2009

من عيون الشعر اللطيف

النخلة المعوجه لحافظ إبراهيم
بين الحديقة والنهر وجمال ألوان الزهر
والطير يشدو بالغناء العذب فى شتى الصور
سارت مها مسرورة مع والد حان أبر
فرأت هنالك نخلة معوجة بين الشجر
فتناولت حبلا وقالت يا أبى هيا انتظر
حتى تقوم عودها فتكون أجمل فى النظر
فأجاب والدها لقد كبرت وطال بها العمر
ومن العسير صلاحها فات الأوان ولا مفر
قد ينفع الاصلاح والتهذيب فى عهد الصغر
(حافظ إبراهيم)
-------------

النملة والمقطم (لأمير الشعراء أحمد شوقي)
كانت النملة تمشى مرة تحت المقطم

فأرتخى مفصلها من هيبة الطود المعظم

وانحنت تنظر حتى أوجد الخوف وأعدم

قالت اليوم هلاكى حل يومى وتحتم

ليت شعرى كيف أنجو ان هوى هذا واسلم ؟

اسرعت تجرى وعيناها ترى الطود فتندم

سقطت فى شبر ماء هو عند النمل كاليم

ثم قالت وهى أدرى بالذى قالت واعلم

ليتنى لم اتأخر ليتنى لم اتقدم

صاح لا تخش عظيما فالذى فى الغيب اعظم
-----------------
برز الثعلب (لأمير الشعراء أحمد شوقي)

برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا
فمشى في الأرض يهذي ويسبّ الماكرينا
ويقول : الحمدلله إله العالمينا
ياعباد الله توبوا فهو كهف التائبينا
وازهدوا في الطير إن العيش عيش الزاهدينا
واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسول من إمام الناسكينا
عرض الأمر عليه وهو يرجو أن يلينا
فأجاب الديك : عذراً يا أضلّ المهتدينا
بلّغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا
أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا
مخطئٌ من ظنّ يوماً أنّ للثعلب دينا