Monday 16 July 2007

كلمة "الشرف" و "خراب" يا مصر

الشرف كلمة غالية ...محبوبة ...مهذبة
وفوق هذا فهي- علي حد قول المناطقة- جامعة مانعة....وأراها تجمع من هذه الناحية كل الصفات الخيرة..فإذا قت لك مثلا: "إن فلان رجل شريف" فسيكون المعني أن هذا الشخص مؤتمن- محترم- لا تخافه على مال ولا عرض ولا أرض ولا غيره وحتي في خصومته لك إن خالفته في الرأي أو عارضته في القول فسيمنعه شرفه من أن يحدث بك السوء أو أن يكيد لك حتى وإن كان في موضع المسئولية فسيمنعه "الشرف" نفسه من أن يضعك في القيد- أو يطردك من الوظيفة- أو يحولك للعمل الإداري أو يمنعك من الاتصال بالجماهير أو يضعك وراء الأسوار أو أن يحولك لمحاكمات عسكرية. ولم يفعل هذا وهو واثق من نفسه متأكد من شرفه لا يخشي من يخالفه لأنه يعرف نفسه ليس كالمريب الذي يكاد أن يقول خذوني.
وإن خالفته في الرأي فسيمنعه شرفه المالي وذمته من أن يأكل حقك أو يسرق عرقك أو يغتصب أرضك أو يصادر أموالك...لماذا؟ لأنه شريف والشرف يجمع كل هذا...يجمع العدل والحق والأدب حتى مع المخالفين.
وهي كلمة مانعة تمنع حاملها من أن يسرق أموال الضعفاء أو أن يغرر بهم أو أن يحتال على الفقراء..تمنعه من الرشوة والفساد والكسب غير المشروع...وتجمع له ضميرا يمنعه من يكذب على الناس أو يبيع دينه ولو بكنوز الأرض وتمنعه من تدمير الأرض وهتك العرض ونشر الفساد وإحراق البلاد والعباد....تمنعه من أن يغرق الناس في عبارة...أو يعطيهم شققا سكنية وهمية...أو يتركهم في العراء يتضورون جوعا...أو يتعسف بتسريح عامل فقير مجاهد يسعي علي صبية صغار...وستمنعه أيضا من استيراد مبيدات مسرطنه يقتل بها الزرع ويهلك بها الضرع ويسمم بها الفقراء...وستمنعه من سرقة أموال البنوك والاحتيال عليها والهروب بها إلي حيث التنعم القليل والإثم الكثير...والدنيا لا تدوم. كما ستمنعه تلك الكلمة الجامعة من أن يبيع ممتلكات الشعب للأجنبي ويستعبد ابن البلد...و "يطفش" العلماء والمخترعين والمبدعين أو يقضي علي إبداعهم بالنفي خلف المكاتب المتهالكة والوظيفة المتخلفة...وستمنعة تلك الخلة العظيمة من أن يورث منصبه أو يحابي به أحدا من أقاربه لأنه رجل حق وعدل يعطي من يستحق وإن كان بعيدا ويمنع من لا يستحق وإن كان أقرب الأقربين...وستمنعه من أن يأخذ بالتهمة أو أن يحول الشك إلي يقين...لأن الشرف يقضي بالتحقق من الأمور والتثبت من كل شيء.
والشريف يمنعه شرفه من أن يعتدي على صاحب الشرف لأنه يعلم أنه إن فعل هذا فهو غير شريف.......
تمنيت طويلا أن أرى "الشرف" في بلدي ولو مرة قبل أن أموت.. لكن للأسف وجدت الشرفاء بين اثنين إما مطرود أخرج منها لأنه يتطهر أو مسجون يعاني فيها وقلبه يتحسر.....ووجدتني من الفريق الأول فقلت الحمد لله على الأقل أنا هنا أرى وأتأمل وأعمل جاهدا...وخراب يا مصر........

No comments: